مملكة النينجاوية ,,,,عابر سبيل

***

خرج ذلك العقرب من جحره يتشمم الهواء .. ينصت لصوت الأرض .. مترقب ..

بدأ ذيله يرتعش حينما أحس بذلك الدبيب الغريب الذي تردده الأرض .. يشعر بقرب ذلك الدبيب منه .. من موضعه بالذات .. ومن بعيد لاح له عاصفه من الغبار تقترب منه , وصهيل جواد يشق سكون الصحراء ..

وفي اللحظة المناسبة ابتعد العقرب المسكين عن حوافر الجواد القاسية .. ليمر الجواد من فوقه كالسهم ..

* * *

توقف الجواد بقوة حادة أمام بوابه ضخمة حفر عليها بحروف مزخرفة ( مملكة نينجاوي ) , وعلى جانبيها سور عظيم يمتد إلى الأفق ..وقد شيد برج مراقبة كل مائتين متر من السور .. ومن بعيد تبدو قمة قصر ضخم يمتد بشموخ لعنان السماء ..

انقشع الدخان الذي خلفه الجواد وعاد الصمت من جديد إلى الصحراء عدا صوت الزفير القوي الذي كان يخرج من منخري الجواد .. رفع راكبه رأسه يرمق البوابه .. كان رجلا ً يبدو اكبر من عمره الحقيقي بتلك اللحية البيضاء الطويلة والعيون الغائرة والشعر المنتثر على جانبي رأسه ويده المعروقة التي تمسك بعصا ذهبيه على شكل ثعبان .. وكانت ملابسه البيضاء الطويلة قد اتسخت من وعثاء السفر ..

توقف بجواده أمام البوابة العملاقة , ثم دق بعصاه عليها عشر دقات متتالية .. ثم نظر للأعلى ..

لم يطل انتظاره كثيرا ً.. فقد ظهر أعلى البوابه رجل , لم يتبين ملامحه بسبب ارتفاع البوابه الشاهق .. إلا أن هذا الرجل وقف منتصبا ً ثم فرد جناحيه وطار في السماء .. ثم هبط بجوار راكب الجواد ..

قال له متسائلا ً :

-من أنت ؟ وماذا تريد ؟

رد عليه راكب الجواد :

-أنا ( عابر سبيل ) ..

* * *

انفتحت بوابات المملكة بقوة ليدخل الرجل المجنح وخلفه ( عابر سبيل ) ممتطيا ً جواده ..

قال الأخير وهو يشق طريقه بجوار المجنح وسط زحام مواطنين المملكة :-

-اعتقد اني أعرفك .. هل كنت واحدا ً من المحاربين القدامى ؟

ابتسم المجنح قائلا ً :

-نعم .. واسمي ( وين ) ..

حاول ( عابر سبيل ) تذكره إلا أنه فشل في ذلك .. فحول بصره يرمق الشوارع المتداخلة والشعب النينجاوي الذي يمشي في تلك الشوارع ..

كانت المملكة كبيرة تمتليء بالبيوت المتلاصقة وترى من بعيد قمم القصور .. وفي الشوارع المرصوفة بالحجارة كانت الناس تسير أو تقف في مجموعات تتحدث .. وبعض الاطفال يلعبون المساكه بين الأزقة وبعضهم يلعب بجوار نافورات المياه .. أو في الميادين العامة .. وكان على الجميع الحذر في السير حتى لا يصطدم بجواد أو بعربه تجرها الخيول .. وما أكثر تلك العبرات في الشوارع ..

والأسواق قد اكتظت بالمواطنين .. وصوت صياحهم يتعالى من متجر لمتجر .. ومن بعيد ترى مجموعة من الجنود تسير في صفوف منتظمة يتقدمهم رجل عملاق له وجه ذئب , تبدو الصرامة والقوة على ملامحه .. وتمر تلك المجموعه على مجموعه من الناس تلتف حول رجل يرتدي عمامه خضراء يقول الشعر والكل من حوله يتلذذ بسماعه ..

خرج ( وين ) و( عابر سبيل ) من زحام المواطنين ليسيروا بمحاذاة البحر النينجاوي , حيث تراصت القوارب على الساحل .. وفي البحر بدا لهما مجموعه من الرجال لهم ذيول كالسمك وبعضهم له زعنفه حاده على ظهره ..

-من هؤلاء ؟!!

تسائل ( عابر سبيل ) , فرد عليه ( وين ) :

-هؤلاء هم السمكاوية .. أكثر من يمدوا المملكة بالثروة .. ومصدر جذب سياحي للشعب النينجاوي ..

أخيرا ً وبعد مسافة طويلة من السير توقفا أمام قصر ضخم , والذي كانت قمته قد ظهرت من بعيد حينما رآها ( عابر سبيل ) امام البوابة ..

فتح ( وين ) بوابات القصر الضخمة , ونزل ( عابر سبيل ) من فوق جواده ليتبع ( وين ) داخل أروقة القصر بين صفين من الحرس الذين كان نصفهم العلوي آدمي والنصف السفلي كالجواد الذي كان يمتطيه ..

* * *

توقفا في قاعه كبيرة زينت جدرانها بالأيقونات والزخارف .. وتراصت على جوانبها التحف الذهبيه والفضيه .. وفي السقف تدلت ثريا ضخمة .. وامامهما في آخر القاعة رأى ( عابر سبيل ) عش فضي عملاق , لابد أن تصعد له ثلاث درجات .. وعليه كان يجلس رجل طويل للغاية .. ضخم الجثة , عريض المنكبين .. قوي الملامح .. ذراع الأيسر معدنية ضخمة بما لا يتناسب مع جسده , وقد برز منها عدة أطراف مدببة ..

كان صامتا ً .. هادي .. يرمقهما بثبات .. وحينما اقترب منه ( عابر سبيل ) لاحظ أنه أضخم مما كان يبدو من بعيد ..

توقف ( وين ) أمامه قائلا ً :

-سيدي الحارس .. هذا ( عابر سبيل ) ..

ظل الحارس صامتا ً ولم يغير من جلسته .. فقد اكتفى بتلك النظرات الثاقبة ..

قال ( عابر سبيل ) :

-سيدي حارس المملكة .. مر زمن طويل للغاية .. والوجوه تتغير .. فعذرا ً ان سألته لأتأكد فقط أن ذاكرتي لم تخني بعد تلك الأعوام ..هل أنت ( نينجا 911 ) ؟

فتح الحارس صوته ليقول بصوت جهوري قوي رنان .. رددت القاعه صداه :

-نعم هو أنا ..

-أنا ( عابر سبيل ) ..

-أعرفك .. قل ما عندك ..

-سيدي .. المملكة في خطر ..

Admin عدد المساهمات : 134 تاريخ التسجيل : 17/01/2011

قصة جميلة بإنتظار التكملة

قصة رائعة وننتظر التكملة